عائلة صائمة جدا

إبراهيم وحمادة
"اللهم إنك صائـــــــــــم"

استيقظت صباحاً والعرق يتصبب مني على كل أنحاء السرير بفعل الحر؛ فرمضان هذا العام كان قاسياً في هذا الجو المميت، واهو لا تكييف نافع.. ولا مروحة سقف عاملة شغل؛ إنها السابعة الآن، ولابد من الذهاب للعمل؛ وإلا هيبقى يوم.... "اللهم إني صائم"..

انتفضت من عرقي، وأخذت حمام -شاور يعني- وركبت ميني باص، وكان زحمة جداً والسواق عمال يقف كل 3 ثواني ويركّب في ناس؛ لدرجة أن الركاب كانت هتقع من على الباب، والميني باص كان هينفجر، والرجالة والستات بيموّتوا بعض، وما فيش مكان لرجل؛ بس هنعمل إيه "اللهم إني صائم".

وصلت الشغل، وقابلت في وشي المدير بوجهه العابس "اللهم إني صائم"، أقصد وجه الزعلان شوية -صايم بقى- وقبل ما يقولي صباح الخير قال لي: عطية غايب، وعبد الفتاح مراته بتولد وما جاش، وسامية بعافية وواخدة أسبوع إجازة، وطبعاً إنت اللي هتعمل الشغل بتاعهم لحد ما يرجعوا بالسلامة.. قلت له: نعم، هو أنا.... فقال لي: أنت إيه؟؟؟؟!!!!!!!.
أنا باقول: "اللهم إني صائم" .. وبعد يوم طويل من العمل الشاق والعطش الفظيع والبهدلة اللي شفتها وأنا راجع في المواصلات؛ لكن نعمل إيه، رحمتك يا رب، "اللهم إني صائم". دخلت أخيراً الشقة فوجدت بسمة قاعدة في الصالة بتبل بلح، وأول ما شافت وشي قالت لي:
بقول لك إيه يا إبراهيم، والنبي يا أخويا ياريت تسيب لي فلوس زيادة علشان أنت عارف أن رمضان بيحب الأكل الزيادة والمصاريف الكتير، وكمان علشان أعرف أعمل عزومة تليق بيك قدام إخواتك -وطبعاً بسمة ما نسيتش تلوي شفتها يمين وشمال.

فقلت لها: عادي يا بسمة، وهو رمضان كان جه علشان نتفشخر قدام إخواتي، ونجيب فيه أكل ونرميه في الآخر، دي العزومة دي علشان صلة الرحم ولم الشمل، مش عشان الهمبكة، وبعدين لما الأكل يترمي تفتكري ربنا هيبارك لنا؟ ده إنتي ربنا هيحاسبك والله أنا... فردت بسمة بضجر وقد تمحورت عيناها: "الله إيه يا إبراهيم"...
إيه يا بسمة "اللهم إني صائم".. وبعدين إيه الدوشة اللي في الصالون ديه يا بسمة؟

فردت: دول عيال جارتنا أم سعيد اللي قدامنا راحت تجيب حاجات من السوق وسابتهم هنا.

طب والعيال فارس وإسراء فيييين؟..
لسه ما رجعوش من بره.

دخلت الأوضة لقيت الواد حمادة ابن أم سعيد راكب على كرسي الأنتريه زي الحصان والكرسي بيشتكي من تحته وبينازع .. فشخطت وقلت له: إنت ياض يا فشله انزل هتكسر الكرسي الله.. الله... "اللهم إني صائم"، ده إيه اليوم ده، أستغفر الله العظيم.
في اللحظة دي سألني المفعوص حمادة: عمو إبراهيم، هو يعني إيه "اللهم إني صائم" دي.

فقلت له: دي يا حبيبي كلمة بتتقال في رمضان علشان الناس بتبقى صايمة، وبتتقال في الحالات اللي الناس بتكون متضايقة ومخنوقة من حد أو من موقف أو تصرف؛ فبدل ما الصيام بيضيع عليها وتتنرفز أو تشتم أو تضرب بتقول الكلمة دي "اللهم إني صائم"، علشان تحافظ على بقية اليوم.. فرد حمادة: يعني أنا ينفع أقول "اللهم إني صايم" لحد ما أفطر صح.فردت عليه: أيون طبعاً، وأنت بقى صايم يا حمادة؟.. فرد: صايم لحد الضهر يا عمو.وهدأ البيت بعض الشيء فدخلت لغرفة النوم بحجة النوم ساعة قبل مدفع الإفطار، وبمجرد أن غفوت عيني سمعت صوت تكسير زجاج طراااااااااخ، وصرخة بسمة ألحقني يا إبراهيييييييييييييييييوم..

فوقعت من على السرير، وخرجت لأجد الواد حمادة ابن الـ.. قصدي ابن أم سعيد قد شاط الكرة في النيش ليستقر زجاج الأخير على الأرض معلناً عن صدمة لبسمة التي وقفت متسمرة من هول المنظر؛ بينما أشعل المشهد بركان نااااااااار بداخلي كاد يحرق حمادة وأبو حمادة وأم حمادة الذي قال وهو يرى النار تتأجج من نفوخي: معلش ياعمو إبراهيم أصل والله والله والله والله

فرددت بشخط: انطق ياض والله إييييييييييييييييييييييييه...

فقال وهو يكاد يبكي من الرعب: "واللهم إنك صائم"، "واللهم إنك صائم ياعمو"، "واللهم إنك صائم ياعموووو والنبيييييي يا عمو اللهم إنك صاااائم ...

هههههههههههه حلو الموضوع يا محمد
اللهم انى صائمه

ههههههههههه موضوع لذيذ يا ميدو لو تقدر تكملها وتبقى سلسله حلقات تبقى جميله اوى

l.s.e كتب:: هههههههههههه حلو الموضوع يا محمد
اللهم انى صائمه

مرسى اوى يا ليلى وكل عام وانتى بخير

sad boy كتب:: ههههههههههه موضوع لذيذ يا ميدو لو تقدر تكملها وتبقى سلسله حلقات تبقى جميله اوى

الله يخليك ياحبيبى وان شاء الله نكملها وتبقى مسلسل حلقات

إبراهيم وحمادة
يعملوها الصغار ويقع فيها عمكو إبراهيم

عائلة صائمة جدا 43298334

رغم إني باستنى رمضان من السنة للسنة؛ إلا إن الاختراع المنيّل اللي اسمه البمب ده بيجنني، ما أنا أصل -كلام في سركم- طووووول عمري "باركب الهوااا"، وربنا رازقني بعيل مقروض اسمه حمادة ابن الجارة اللي قدامنا، ما بيبطلش فرقعة بمب وصواريخ صفرا وحمرا وأباتشي، وأنا أصلاً ما باستحملش الصوت العالي.. المصيبة الكبيرة إن حمادة أفندي اللي عنده يا دوب كام سنة تتعد ع الصوابع، علم الواد ابني -الشحط فارس- العادة الزفت دي، وكأنه بيعيش طفولة مبكرة، وطبعاً كل يوم ساعة المغرب ما يأذن تلاقي البيت تحول لكتيبة مشاة في مناورة عسكرية، وهات يا فرقعة "طااااااااخ طووووووووخ طييييييييييخ طاااااااااططططططط".. أصلهم بيردوا على بعض، والجدع هو اللي معاه ذخيرة أكتر.
المصيبة مش في الصوت، ولا في الفرقعة، ما العيال بتلعب بره، وماله -وأنا قافل عليا باب شقتي أنا ومراتي- المصيبة في الواد حمادة اللي بيخليني كل يوم نازل أصلي المغرب في الجامع، والدنيا (هس هس علشان مستنين الفطار)، ويروح مفرقع فيّا صاروخ أو البتاع المنيل ده اللي اسمه شمروخ، وطبعاً أنا مش باتوصى أروح هوب واخد بقيت السلالم جري، أو كعبلة، أو على وشي، أهو كله حسب نوع الصاروخ وقوة صوته... وأسمع صوت ضحكاته المستفزة هو وبقية عيّال العمارة، وساعات العمارات اللي جنبنا، ويبقى نفسي أخنقه.
وأرجع البيت، وأقابل أمه، واشتكي لها من الواد وعمايله، وإن مايصحش إنه يعمل كده مع واحد كبير في مقام أبوه، ألاقيها تقولي لي: "والنبي يا أستاذ إبراهيم، ده الواد حمادة بيحبك وبيضحك معاك.. يعني وأنت صغير ما كنتش بتعلب وتفرقع بمب في الحارة مع العيال"؟...
فأرد عليها بكل عفوية: "لأ طبعاً، بمب إيه، وأنا بتاع الكلام الفارغ ده.. ده أنا كنت أعقل العيال في شارعنا.. وكانو بيقولوا إن تصرفاتي أكبر من سني.. قال بمب قال".
فترد عليا أم حمادة بعد أن تشعر بنوع من أنواع الحرج، وتقوم قايمة ع الواد المفعوص، وهاتك يا قرص وزغد وضرب وتهزيق".. وبيني وبينكم بابقى عامل إني باحوشها، وأقول لها: خلاص بقى كفاية، وأنا عمال أقرص معاها من تحت لتحت لحد ما يبان له صحاب؛ لكن يا خسارة ولا "بيحوّق".
خلاص ما فيش مفرّ، لازم أنتقم وآخد بثأري بنفسي، ويا أنا يا هو في البيت ده.
اتفقت مع واحد صاحبي في الشغل من اللي بيحبوا شغل العيال ده إنه يجيب ليه من العتبة تشكيلة مفتخرة من الصواريخ والشماريخ.. ويا سلام لو فيه حاجة مختلفة، وتكون بتأذي "نيا هاهاها".
وقبل المغرب رحت المكان اللي بيستخبى فيه هو والعيال وخبيت الصواريخ علشان تفرقع فيهم.. وفي اللحظة المناسبة لمحته حد داخل المكان بتاعه، ووراه كذا حد؛ قلت في عقل بالي: هي دي فرصتي، ودوست ع الزر، وطااااااااااااخ طووووووووووووخ طيييييييييخ طااااااااخ طططططططط طوووووووووخ طييييييخ طاااااااااااخ.
وسمعت صوت رفيع خارج من شبورة بيضة أيْ أيْ أيْ، وناس بتتوجع، وفجأة لقيت بسمة والعيال فارس وإسراء وأم حمادة خارجين من وسط الشبورة، ووشهم أسود ومفروسين!!!!!
والمفعوص حمادة واقف ورايا زي البغل بيقول لهم: مش قلت لكم إن عمو إبراهيم محضر لكم مفاجأة!!!!!
وترد أم حماده من تحت درسها: بقى أنت اللي طلعت بتعمل الحركات القلة دي، وفالح تقول لي: بمب إيه وكلام فارغ إيه.. مش أنت اللي كنت أعقل العيال في شارعكم.. وكانو بيقولوا إن تصرفاتك أكبر من سنك.. ينيّلك راااااااجل".

حلوة ينيلك راجل دى
الموضوع كله لذيذ يا ميدو
شكرا ليك
رمضان كريم

sockratta كتب:: حلوة ينيلك راجل دى
الموضوع كله لذيذ يا ميدو
شكرا ليك
رمضان كريم

مرسى ليكى يا سقراطه وكل عام وانتى بخير